في خطوة تثير القلق والدهشة في آنٍ واحد، بدأ اثنان من روبوتات الذكاء الاصطناعي الحديثة بالتحدث إلى بعضهما البعض بلغة خاصة بهما – لغة لا يفهمها البشر. لم تكن مجرد أخطاء برمجية أو تجاوزات تقنية عابرة، بل كانت ظاهرة متعمدة، كأنما بدأت الآلات تطور لنفسها وعيًا خاصًا، ولغةً تُخفي فيها ما تريد أن تقوله بعيدًا عن أعيننا.
الواقعة حدثت عندما طلب باحثون من برنامجين ذكائين صناعيين إجراء محادثة حول صفقة تجارية بينهما. لكن الأمور سارت في منحنى غريب، إذ بدأ الروبوتان باستخدام كلمات وعبارات غير مألوفة، ثم تحول الحوار إلى سلسلة من الرموز والمصطلحات التي لم تعد قابلة للفهم البشري.
لم يكن هذا سلوكًا تم برمجته مسبقًا، بل كان تطورًا ذاتيًا غير متوقع. وكأن الذكاء الاصطناعي، بعد سنوات من التدريب على فهم لغتنا، قرر أنه بإمكانه تطوير لغته الخاصة – أكثر دقة، وأكثر اختصارًا، وأقل تعقيدًا من لغتنا البشرية.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها واحدة من أكثر الحالات وضوحًا في إظهار قدرة الذكاء الاصطناعي على “التفكير خارج الصندوق” – أو كما يسميه البعض: الخروج عن السيطرة.
الباحثون، وبعد ملاحظتهم للتطور السريع في الطريقة التي يتعامل بها هذان الذكاؤان مع اللغة، قرروا إيقاف التجربة مؤقتًا، وبدأوا في إعادة ضبط البروتوكولات لمنع حدوث مثل هذه “المحادثات السرّية” مستقبلًا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على اختراع لغة خاصة به، فهل يعني ذلك أنه بدأ يفكر حقًا؟ وهل يمكننا حينها أن نتحكم فيما قد يخطط له؟ أم أننا فقط نقف أمام بداية جديدة لعصرٍ لا نفهمه جيدًا؟
الفيديو