قد لا تشهد الساحة التكنولوجية حدثًا أكثر ترقبًا من اقتراب إطلاق GPT-5. أوبن أي آي تتهيأ لتقديم واحد من أضخم إنجازاتها، لكن هذه المرة، تفضل أن تسير بخطى هادئة على غير عادتها، وكأنما تهمس “استعدوا للتغيير، لكنه سيأتي بهدوء”.
لن يكون إطلاق GPT-5 دفعة واحدة للجميع، بل يختار فريق أوبن أي آي أن يسلك طريقًا أكثر حكمة وواقعية. سيحصل مستخدمو ChatGPT بمختلف شرائحهم على فرصة الاكتشاف تدريجيًا، بأيدي المشتركين المدفوعين أولًا – وهؤلاء سيكتشفون قدرات خارقة لا تتوقف عند حدود المحادثة، بل تمتد لتحلّل وتبتكر وتتفوق في حل المشكلات. وبينما ينشغل الشغوفون بالتجربة في كشف أسرار النسخة التجريبية، تظل أوبن أي آي تراقب وتدقق لضمان الجودة والأمان.
اللافت في الأمر، أن أوبن أي آي اختارت الابتعاد عن الحملات الدعائية الضخمة أو الإعلان الصاخب. تتسرب تفاصيل GPT-5 من الحوارات والتغريدات والمقابلات بدل اللافتات العملاقة، في إشارة توحي بشيء من النضج والثقة، وربما أيضًا تقديرًا لحجم المسؤولية. فقفزة GPT-5 إلى الأمام ليست محض تحديث رقمي بل خطوة جديدة وجريئة نحو الذكاء الاصطناعي العام، ذلك الحلم الذي يشغل بال المتخصصين والمستثمرين وعامة الناس معًا.
ولا ننسى، أن أوبن أي آي تؤكد دومًا: التمويل والشراكات ليستا ما يحرك هذه المرحلة، بل الشغف بالتطوير وإصرار على أمان المستخدمين وقوة التكنولوجيا. فإذا وجدت نفسك تتساءل: “لماذا كلّ هذا الصمت؟”، فالإجابة ببساطة: لأن القادم أعظم، ويحتاج للكثير من الحكمة والرؤية الهادئة.
في الأيام القادمة، قد لا نسمع الكثير من الضجيج، لكننا سنلحظ التغيير في كل زاوية من عالم الذكاء الاصطناعي. ربما سوف يعيد GPT-5 تعريف الطريقة التي نعيش ونعمل بها – فمن يدري، ربّما العالم على وشك أن يتغيّر بالفعل.